التأمل

التأمل: هو ممارسة يقوم فيها الفرد بتدريب عقله لتحفيز الوعي الداخلي ، و يحصل في المقابل على فوائد معنوية و ذهنية
 http://bader-nlp.org/pics/120205150220meditation-saidaonline.jpg

فوائد التأمل :

- التأمل تمرين هام ومفيد للجسم والعقل والروح إذا مارسته بطريقة صحيحة فهو يعطيك الشعور بالاسترخاء، و يجعلك تتصل بنفسك الطبيعية ومن ثَّم تستطيع التفكير بشكل أنضج وعلي نحو إبداعي ويجعلك تتجه إلي خلق كل ما هو جديد قي حياتك ومبدع.
فستجد بعد ممارستك بوقت للتأمل، بشعور الوعي الداخلي الذي يتأصل بداخلك وهذا بدوره نافع ومفيد للنمو الجسدي. وليس بوسع شخص أن يجعلك سعيداً ومتفائلاً غير نفسك أنت، فكل واحد منا عليه أن يكتشف طريقه لكي يسير فيه، وصحيح أن دور الأصدقاء والعائلة في تقديم يد المساعدة شيئاً ضرورياً وهاماً إلا أننا لا يجب أن نتأثر بهم إلي درجة كبيرة تجعلنا ننحرف عن مسارنا الذي يحقق أهدافنا وميولنا. فالتأمل هي اللغة الوحيدة لاتصال الإنسان بنفسه الداخلية، كما أنه بمثابة العاصفة التي تأتي علي الضغوط والمتاعب اليومية التي يقابلها الشخص وبممارسته علي نحو منتظم ستصل إلى نتائج هائلة.

شروط التأمل الناجح :

- تأمل كل يوم في نفس الوقت لمدة 15 دقيقة. - مارس إحدى الأنشطة الرياضية ثلاث مرات أسبوعياً. - تناول قسطاً وافراً من الراحة الملائمة. - احرص في تناول الطعام، عليك بأكل الطعام الذي يمدك بالطاقة مع تجنب أكل الطعام الدسم. - امتنع عن تناول الكحوليات القهوة والشاي. - اشرب كثيراً من الماء (وليكن ثمانية أكواب في اليوم الواحد أو أكثر). - لا تتناول أي مادة منبهة مثل الكحوليات أو الشاي أو القهوة، خلال 6 ساعات من ممارستك للتأمل. - لا تتناول طعام دسم قبل ميعاد التأمل بأربع ساعات، ولا تتأمل وأنت خاوي المعدة ولكن تناول وجبة خفيفة لكي تساعدك علي التركيز. - النظافة مهمة للغاية لأنها تؤثر علي النمو الروحي، فيجب أن تتأمل وأنت بصحة جيدة لعقلك وجسدك. فلابد أن يكون الجلد والأيدي والأظافر والأسنان وباقي أجزاء الجسم نظيفة تماماً. - تأمل بملابس فضفاضة واسعة، بشرط أن تكون من الأنسجة الطبيعية مثل: الأقطان أو الحرير أو الصوف حتى تعطي الفرصة لجسمك أن يتنفس.

كيف تتأمل :

هذه بعض الطرق واساليب التأمل التي بأستطاعة كل شخص ممارستها.

 التأمل بمتابعة دقات القلب :
يدق القلب مرة في كل ثانية تقريباً ولو إنه تأخر أطول من هذا لما عدنا من الأحياء ، ولهذا فإن التركيز على دقة القلب يعد من أهم أنواع التأمل وأكثرها فعالية في جذب التركيز والسيطرة على الذهن ، حتى لو إنك قمت بهذا لدقيقة واحدة حسب .
 التأمل عبر الإصغاء أو الرؤية :
الطريقة االتالية من طرق التأمل لغرض تنقية العقل وترشيح الشوائب والتي ربما هي الأصعب من طرق التأمل ، تعتمد على الرؤية أو السمع فإما عن الرؤية فيمكنك أن تتخذ لك جسماً معيناً أو مادة ما لتكون مادة تأملك فتتطلع لها وتركز عليها بقوة وبدون أن تضغط على نفسك ، خذ على سبيل المثال غيمه سابحة في الفضاء أو مستقرة في موقعٍ ما من السماء أو ضوء شمعة أو شعلة متوهجة أو مصباح معين مستقر في مكان ما أو في سقف الغرفة أو ركز على الأمواج عند الشاطئ أو ما شابه .
لا تحاول أن تضفي أي معنى على هذا الذي تراه ولا تحكم عليه بأي حكم أو تصفه لنفسك أو تتأثر به عاطفياً أو شعورياً ، لا… لا شأن لك به إلا كمادة للنظر والتركيز لا أكثر ومتى غزتك الأفكار أو شتّ ذهنك ، عد ببساطة إلى مادة النظر وركز عليها .
يفضل طبعاً اعتماد المواد أو الظواهر الطبيعية كمادة للتركيز لأنها أقل أيقاظا للفكر وأشغالا له من المواد أو الأجسام الصناعية أو الحية كالوجوه والأجسام ، لكن مع كثرة الممارسة وتوطد خبرتك بهذا النوع من التأمل ، بمقدورك أن تنظر بذات التركيز ، إلى أي شيء دون أن تتورط بما يشتت ذهنك ويضعف تركيزك ، من أخيلةٍ وأفكار .
من الأشياء التي يمكنك التركيز عليها كأجسام للرؤية وتركيز الذهن ، يدك أو الجدار أو السيارات المارة أو الناس المارون في الطريق .
بالنسبة للإصغاء يمكنك أن تمرن نفسك على الإصغاء لصوت الساعة أو صوت محركات السيارات أو أي صوتٍ آخر ، إنما كما أسلفنا سابقاً لا تعنى بماهية الشيء ولا تجيز لنفسك أن تحكم عليه أو تفكر به ، فقط أستمع وكلما غزت فكرة جانبية حتى ولو بشأن هذا الشيء أطردها وعد للإصغاء فقط .
لو إنك تمرنت جيداً على هذه التمارين ، الإصغاء والرؤية لصار بمقدورك أن تمارس التأمل في كل مكانٍ وزمان بأن تتخذ لك كائناً ما كان من أصوات أو مرئيات مادةٍ للتأمل .
 التأمل بمراقبة محتوى الأفكار :
الآن ستهتم بالمحتوى ، محتوى الفكرة وذلك لا بأن تظل تقلب بهذا المحتوى وتكبر صورته أو تصغرها وتهتم بتفاصيله وتبحث عن جذوره وارتباطاته ، لا بل كل الذي تفعله أن تحدد هوية المحتوى وتمنحها اسما ولا أكثر من ذلك .
كيف ….؟
كلما وردت في بالك أو أمام شاشة الخيال فكرةٍ ما ، تمنحها اسما على ضوء محتواها ، وحبذا لو أمكن لك قبل أن تشرع في التأمل أن تدون في ذهنك أو على الورق ، قائمة بالأنواع الأساسية من الأفكار من قبيل :
1- أفكار رغبة ( أود لو زرت صديقي ، أتمنى لو شاهدت كذا فلم ، أتمنى أن يفوز فريقنا الوطني…الخ .
2- أفكار خوف ( أخشى أن يفوتني الموعد ، أخشى أن لا يأتي فلان في موعده ، ربما لا أفوز أو أكسب كذا …الخ .
3- أفكار تخطيط ( سأزور عمتي في الغد ، سأشترى كتاب فلان ، …الخ .
4- أفكار تقييمية ( نقد شخص أو شيء ما …الخ
وهكذا بمقدورك أن تدون أي قدرٍ من الأنواع ، ثم تشرع بالتأمل وكالآتي :
أجلس مسترخياً وتابع كل فكرةٍ ترد في بالك وبالوقت الكافي فقط لتشخيص نوعها ثم وضعها في الخانة المناسبة بأن تقول لنفسك داخلياً ” هذه فكرة رغبة …هذه فكرة خوف …الخ ” ، ثم تابع التفكير وتشخيص الأفكار ، فإن لم تأتي في بالك أي فكرة أو صورة فأنت بلغت حالة الاسترخاء الجميل الذي هو هدف التأمل الأول ، فعش في تلك الحالة الوقت الذي تريده حتى تشرع الأفكار مجدداً في غزو ذهنك ، طبعاً إذا تملكتك فكرة قوية وتشبثت بذهنك فلا عليك إلا أن تسجلها في ورقة جانبية ، ثم تتابع مسيرة التفكير وتحديد هوية كل فكرة بأن تقول لنفسك ، هذه فكرة خوف أو هذه فكرة رغبة أو …الخ .
مع كثرة ممارسة هذا التمرين سيغدو ذهنك أكثر صفاءٍ في أغلب الأوقات وتلك نعمة عظيمة تجيز لك ولا شك أن تغدو مبدعاً أو أن تنجز أعمال ذات طبيعة هامة وإستراتيجية .
التأمل التجاوزي:
اختلي بنفسك في مكان هادئ واجلس جلسة متوازنة وعمودك الفقري مستقيما سواء كان ذلك على الأرض كأن تتربع مثلا أو على كرسي ، فشرط الجلسة أن لاتقع في حالة النوم بل أن تبقى واعيا .
* أغمض عينيك دون أن تجعلهما تتشنجان وتنفس تنفسا طبيعيا .
* انتقي لنفسك ذِكرا واحـداً خـلال الجلسة ترتاح في ترديده وردده فكريا وليس قوليا مثل ( الله ـ قدوس ـ عظيم )
* لا تركز على معنى الذي تردده ولا تحلل معانيه و فقط عليك بترديده فكريا .
* إن راودتك أفكارا وأنت في الجلسة وسهوت عن ترديد الذكر فعد إليه مجرد أن انتبهت إلى ذلك وتجاهل كل ما يرد إليك من أفكار أو مشاهدات عقلية .
* دع الذكر الذي تردده فكريا يجري لديك على السجية فلا تتحكم في إيقاعه لأنه قد يتباطأ وقد يتسارع وهذا يعتمد على مدى الغوص الذي تغوصه إذ يتباطأ مع ازدياد الغوص ويتسارع عند طرح التراكمات المرضية أو النفسية في لاوعيك والتي انضافت إليك أو مررت بها خلال حياتك فمثل هذه التراكمات سوف يتم كشفها وطرحها على السطح كي تتخلص منها وسوف تشعر عند طرحها على السطح بها وتعيشها ، فقد تشعر بالألم وقد تشعر بضيق لأنك وعيتها الآن ومع كل هذا فتجاهلها ودوام على ترديد الذكر فكريا .
* عندما تشعر بأن الذكر قد ذاب وتوقف دون تدخل منك فاعلم أنك اقتربت كثيرا من منبع الفكر الصافي وسوف تبدأ لديك مرحلة جديدة وانطلاقة إلى فضاءات الروح الواسعة والشاسعة وسيتثنى لك مع المداومة استكشاف ما كنت غافلا عنه قبل ذلك .
* سوف تشعر بعد كل جلسة بنشاط وحيوية وراحة نفس وتفتح في الذاكرة والوعي وزوالا لآلام كنت تعاني منها فاعلم أن ذلك مؤشر صحيح على صحة ما تقوم به وحافزاً لك على المداومة .
* عليك أن تطبق هذه الجلسة مرتين في اليوم ويفضل أن تطبقها عند الفجر وعند الغروب وإن لم يتثنى لك ذلك فطبقها في الوقت الذي يناسبك .
* إن مدة كل جلسة هي 20 دقيقة فلا تزيد عليها ولا تصل بين جلسة وأخرى مباشرة ولا تؤجل جلسة إلى يوم تال بل عليك أن تجلس جلستان في اليوم الواحد .
* يجب أن يكون قد مضى على طعامك مدة ساعتين كحد أدنى قبل الجلسة .
* بعد انتهاء مدة الجلسة ( 20 دقيقة فقط ) أوقف ترديد الذكر ولكن لا تفتح عينيك إلا بعد مضي حوالي دقيقتين وبإمكانك خلال تلك الدقيقتين أن تتمطمط أو تمسد عينيك .
* لا ينتابك الحزن أو القلق أو الشعور بالإحباط إذا شعرت بأن الغوص لديك بطيئاً أو أن جلسة اليوم كانت أقل سوية من جلسة أمس لأن ذلك مرده إلى أنك وخلال الغوص وصلت إلى السويات التي فيها التراكمات التي كانت تعيقك وتؤذيك وأنت غير واع لها قبل ذلك فمثل هذه التراكمات مثل الصخور في طريق الحفارة إذ يجب تفتيتها وطرحها على السطح ليتثنى لك الغوص على ما هو أعمق .
* اعلم أن كل الأمراض الجسدية التي تنتابك مصدرها الفكر الخاطئ وكذلك النفسية منها واعلم أنك عندما تعيها سوف تتخلص منها إلى غير رجعة مهما كانت وهذا لا يكون إلا بالغوص في أعماق العقل والوصول إلى منبع الفكر الصافي .
* عندما تصل إلى منبع الفكر الصافي سوف تبدأ بالتوحد مع الكون والتناغم مع إيقاعه وسيمفونيته وهناك ستنتقل من مرحلة السعادة إلى ما هو أعلى منها وهي الغبطة .

تعليقات

المشاركات الشائعة