خالف عقلك تعرف

كم مرة كنت شارد الذهن تقود سيارتك عائداً الى منزلك بعد إجتماعاً منهك وتتفاجيء بأنك وصلت الى منزلك ولكن لاتتذكر أي حدث حدث خلال الفترة التي مضت إلى أن تصل منزلك  لماذا لاتتذكر ؟ لماذا تشعر وكأنه حلم عابر؟

التفسير العلمي لما حدث هو أنك خلال رحلة القيادة بينما كان عقلك الواعي منشغلاً في التفكير وتحليل أحداث الاجتماع الذي انتهيت منه للتو ، تولى زمام القيادة عقلك اللاواعي وأوصلك الى وجهتك بسلام ، فليست المرة الأولى التي يقوم فيها عقلك اللاواعي بالامور نيابةً عنك فهو مساعدك الأول ، هو المسؤول عن التنفس وتنظيم ضربات قلبك والوظائف الحيوية هل تذكر أنك في يوم ما نسيت أن تتنفس ؟ بالطبع لا لأنك لو نسيت فمساعدك الأول - عقلك اللاواعي - لن ينسى.

كثيرا ما قرائنا أن العلماء قسموا العقل إلى قسمين العقل الواعي والعقل اللاواعي

العقل الواعي  : هو الذي يقوم بالعمليات الحسابيه والتحليل المنطقي يعطي الأوامر للعقل اللاواعي يفكر بخطوات متتابعه خطوة تلوا خطوة

العقل اللاواعي : هو الذي يخزن كل الذكريات والأمور التي تقوم بها منذوا أن كنت طفلاً وفيه ترسخ العادات التي تتعلمها وقدرته الإستيعابيه تفوق العقل الواعي الذي يركز على معلومات معدوده.

عقلك اللاواعي يحبك لدرجة أنه لا يريدك أن تغادر منطقة الراحة الخاصة بك

فلو قررت أن تتعلم مهارةً جديدة سوف تكون في قمة حماسك في البداية ولكن بعد دقايق أو ساعات أو أيام تجد أنك مللت وتريد أن تعود لسابق عهدك كأن تشاهد فيلمك المفضل أو أن تذهب مع اصدقائك أو أن تلعب لعبتك التي إفتقدتها لماذا يحصل كل ذلك ؟ 

عقلك اللاواعي لا يريدك أن تقوم بتجارب جديدة تكسر روتينك الذي أعتدت عليه.

صاحب العقل اللاواعي بعد خمس سنوات  

لو تركت صديقاً لك قد سيطر عليه عقله اللاواعي وصار سيداً عليه لمدة خمس سنوات ثم عدت لتنظر لحاله لوجدته ثابتاً مكانه لم يتغير لان العقل الذي كان يحركه هو العقل اللاواعي.

صاحب العقل الواعي بعد خمس سنوات

بينما لو تركت صديقاً لك قد خالف عقله اللاواعي واستخدم عقله الواعي وقابلته بعد خمس سنوات فستجده قد تبدل حاله الى حال أفضل ومن الممكن أنك لن تعرفه لأنه خالف عقله اللاواعي.

إن سدت على عقلك اللاواعي صرت سيد مصيراً